مبادئ
العلاقات العامة الرقمية
أ.د. حسن نيازي الصيفي
أستاذ الإعلام بجامعتي الأزهر
والملك فيصل
2022/1443
إهداء
إلى روح الزميل الفاضل الدكتور/ حسام حامد عبد الجليل
رحمك الله أبا عبدالرحمن، وجمعنا في الفردوس الأعلى
مقدمة الكتاب
يعتبر تطور صناعة
العلاقات العامة أمر مثير للغاية، فرواد العلاقات العامة الأوائل لم ينفذوا جزءا
من مسؤوليات أو متطلبات الوظيفة على النحو المتطور الآن، بل إن إدوارد بيرنيز
المعروف بأبو العلاقات العامة والذي كان أول من أظهر لأجيال قادمة من ممارسي
العلاقات العامة كيفية تأثير عملهم أو مهنتهم في تشكيل الحياة السياسية
والاقتصادية والاجتماعية بقوة لو كان حيا الآن ورأى كيف ازداد نفوذ العلاقات
العامة وتطورت عبر الإنترنت لدهش مما رآه ولم يتخيله يوما ما.
إن مجال العلاقات العامة يشهد أكبر تحول دراماتيكي في تاريخه، فالاتجاه
السائد نحو قبول الإعلام الرقمي واستخدامه قد غزا المجتمعات، ومع رؤية العالم كقرية
صغيرة زادت التوقعات بأن يكون ممارسو العلاقات العامة في خدمة الجمهور العالمي
الجديد. ولذا ينبغي امتلاك
ممارسي العلاقات العامة للعديد من المهارات والخبرات في أشكال الاتصال المتعددة
خصوصا الإعلام الرقمي لكي يكونوا قادرين على تحقيق النجاح في المنظمات التي يمثلونها عالمية كانت أو وطنية.
لقد أثر ظهور تقنيات الاتصال
الرقمي بشكل كبير في الممارسة اليومية لممارسي العلاقات العامة، حيث غيرت عملية
الاتصال، وجعلت الإنترنت وتطبيقاته وسيلة الاتصال الرئيسية مع أصحاب المصلحة،
وبالتالي تغيرت استراتيجيات وتكتيكات وظروف الاتصال. وحيث إن العلاقات لا تنشأ إلا
من خلال الاتصال؛ يعد الاتصال أمرا أساسيا في بدء والحفاظ على العلاقات وإنهائها،
خصوصا عبر الإنترنت، الذي مكن من الاتصال التفاعلي والحواري بين المنظمات
والجمهور، ولذا جذبت تطبيقات الإنترنت ممارسي العلاقات العامة. وتشير الدلائل إلى أن عددا
متزايدا من ممارسي العلاقات العامة قد تبنوا استخدام تطبيقات الإنترنت (مثل المواقع الإلكترونية
وشبكات التواصل الاجتماعي) للتواصل مع أصحاب المصلحة. سواء في السياق الأجنبي أو
العربي، فالمنطقة العربية من أعلى دول العالم استخداما للإنترنت، وقد شهدت تغيرات
سياسية وأحداث عنف وإرهاب تعود في المقام الأول للإنترنت، وتشير نتائج الدراسات
أيضا إلى أن تطبيقات الإنترنت، مثل المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي،
لا توفر فقط وسيلة إضافية لممارسي العلاقات العامة لتقديم المعلومات إلى أصحاب
المصلحة ولكنها تسهل أيضا التفاعل المباشر، وتسهم في الحفاظ على العلاقة بينهما ومع ذلك، فإن
الإنترنت بتطبيقاته لا يزال غير مستغل الاستغلال الأمثل في العالم العربي،
فنادرا ما يحدث حوار حقيقي ، لأن القليل من الممارسين يتم تدريبهم على كيفية
التواصل بشكل متطور وحميمي وخاص، وتستخدم العديد من المنظمات هذه
الأدوات بطريقة أحادية، وهو ما يتناقض مع شعبيته في جميع أنحاء العالم .
العلاقات العامة الرقمية هي مستقبل العلاقات العامة. لقد تغير العالم
الرقمي بشكل كبير خلال العقد الماضي وتطورت العلاقات العامة لمواكبة ذلك. فلم تعد مجرد إصدار بيانات صحفية،
بل صارت تدور حول الجمع بين أساليب العلاقات العامة التقليدية وتسويق المحتوى وتوظيف
وسائل التواصل الاجتماعي وتحسين البحث وإنشاء اتصالات تتحاور من خلالها مباشرة مع الجمهور
المستهدف عبر الإنترنت، وتوظيف الذكاء الاصطناعي كاستراتيجية لتطوير ممارسات
العلاقات العامة. لقد ولت أيام استخدام الوسائل المطبوعة والتقليدية فقط لتوصيل
الرسالة وقياس الأثر. فاليوم تستخدم الشركات المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي والبودكاست
ورسائل البريد الإلكتروني والمزيد من الأدوات والخيارات للوصول إلى العملاء
المحتملين والتفاعل معهم بشكل استراتيجي.
ولمواكبة التغيرات التي حدثت في العلاقات
العامة؛ وللاستفادة من تطبيقات الإنترنت المتنوعة وأدواته المتطورة في ممارسة
العلاقات العامة العربية؛ جاء هذا المؤلف ليعطي للدراس والقارئ بإيجاز شديد صورة
للمشهد الرقمي الذي تعيشه العلاقات العامة وأوجه تطبيقها في ممارسة العلاقات العامة،
والذي يتسم بالتغير المستمر، فهناك أدوات وتقنيات وخطط حديثة تنشىء كل يوم، وتتطور هذه التقنيات بسرعة
كبيرة لدرجة أن البحث عنها دائما ما يكون محاولة اللحاق بالركب. لذا نحن بحاجة إلى
التوقف والتفكير في هذه الأدوات والاستراتيجيات المناسبة للجهاز لتسخيرها في مجال
العلاقات من قبل الممارسين للمهنة. وقد اجتهدت لتضمين الموضوعات المهمة بإيجاز،
ليناسب الدراس والممارس والقارئ،
سائلا الله أن يجد
فيه القارئ ما ينفع، واعتذر للقارئ عن الخطأ المحتمل وروده، فقد تم إصدار الكتاب
في عجلة من الأمر ليدرك الفصل الدراسي، على أنه يسعدني تلقي مقترحاتكم عبر البريد
الالكتروني ha7737@gmail.com
00966544819033
"وما أوتيتم من
العلم إلا قليلا"
أ.د.
حسن نيازي الصيفي
الأحساء في 4/2/1443هـ
عفوا احتاج اسم دار النشر لو سمحتم
ردحذف